فصل: فصل: إذا تبين أنه لابد للإنسان من الإيمان بالقدر

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين **


فصل‏:‏ إذا تبين أنه لابد للإنسان من الإيمان بالقدر

والإيمان بالشرع فاعلم أن الناس انقسموا في ذلك إلى قسمين‏:‏

القسم الأول‏:‏ أهل الهدى، والفلاح الذين آمنوا بقضاء الله وقدره على ما سبق بيانه من المراتب الأربع، وآمنوا أيضًا بشرعه فقاموا بأمره ونهيه وآمنوا بما ترتب على ذلك من جزاء، ولم يحتجوا بقدره على شرعه، أو بشرعه على قدره ولم يجعلوا ذلك تناقضًا من الخالق، وهؤلاء هم أهل الحق الذين حققوا مقام ‏{‏إياك نعبد وإياك نستعين‏}‏ ‏[‏الفاتحة‏:‏ 5‏]‏‏.‏ المؤمنون بمقتضى قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ألا له الخلق والأمر‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 54‏]‏‏.‏

القسم الثاني‏:‏ أهل الضلال، والهلاك المخالفون للجماعة وهم ثلاث فرق‏:‏ مجوسية، ومشركية، وإبليسية‏.‏

فالمجوسية هم‏:‏ القدرية الذين آمنوا بشرع الله، وكذبوا بقدره، فغلاتهم أنكروا عموم علم الله تعالى‏:‏ وقالوا‏:‏ إن الله تعالى‏:‏ لم يقدر أعمال العباد ولا علم له بها قبل وقوعها، ومقتصدوهم آمنوا بعلم الله بها قبل وقوعها وأنكروا أن تكون واقعة بقدر الله تعالى‏:‏ وأن تكون مخلوقة له‏.‏

وهؤلاء هم المعتزلة ومن وافقهم‏.‏ ومذهبهم باطل بما سبق في أدلة مراتب القدر‏.‏

والمشركية هم‏:‏الذين أقروا بقدر الله واحتجوا به على شرعه كما قال الله تعالى‏:‏ عنهم‏:‏ ‏{‏سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا‏}‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 148‏]‏‏.‏

والإبليسية هم‏:‏ الذين أقروا بالأمرين بالقدر، وبالشرع لكن جعلوا ذلك تناقضًا من الله عز وجل، وطعنوا في حكمته تعالى‏:‏ وقالوا‏:‏ كيف يأمر العباد وينهاهم، وقد قدر عليهم ما قدر مما قد يكون مخالفًا لما أمرهم به ونهاهم عنه فهل هذا إلا التناقض المحض والتصرف المنافي للحكمة‏؟‏

وهؤلاء أتباع إبليس فقد احتج على الله عز وجل حين أمره أن يسجد لآدم فقال إبليس‏:‏ ‏{‏أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 12‏]‏‏.‏

والرد على هاتين الفرقتين معلوم من الرد على المحتجين بالقدر على معصية الله تعالى‏:‏